الوضع اتغير بالكامل والصورة ماعادتش على شكلها القديم ، المشهد السياسي كله اتلخبط وبعد ماكان معانا الفيديو والشريط ومحتاجين مكان ..بقى مش معانا اي حاجة من الكلام القديم عن التحالفات والتكوينات السياسية التقليدية،اللي هي يسار ويمين ومابينهما وكده ..السوشيال ميديا لخبطت كل الحاجات على بعض ورجعت شكلتها من أول وجديد وبترسم خريطة لسه في مرحلة القلم الرصاص متحبرتش ولا اتلونت ..

وسبحان الله التقسيمة التقليدية كان منبعها فرنسا والجمعية الفرنسية اللي خلقت لنا اليسار والوسط واليمين ، واللخبطة وإعادة رسم الخريطة جاي برضه من فرنسا .. بعد حركة السترات الصفرا اللي اتخلقت وكبرت وبقت كيان على الفضاء الالكتروني قبل ماتنزل الشارع وتلفت انتباه العالم ..

وتعيد رسم خريطة جديدة تقول ان كل حاجة اتغيرت ولسه مكملة في التغيير وملء المساحات الفاضية اللي باقية من فشل اليسار بشكل عام ونتايج التحالفات وخلافه ..

في المنطقة دي اتصور ان اهم حاجة اتقالت كانت على لسان استاذنا خالد محمود اليساري الجميل :"أحداث فرنسا مربكة ، لكل من تعودوا ان يروا الدنيا افلام ابيض واسود، المظاهرات مزدوجة ، وتضم فاقدي وظائف ومهمشون وريفيون ، وشركات طيران -اه والله -شركات طيران ستؤثر عليها اسعار الوقود ، تضم يساريين مستعدين ان يمشوا في تجمع يضم اكتر من عشرة ولوكانت جنازة، ويساريين مخلصون يريدون تحسين احوال الشعب ، يمينيون معادون للاتحاد للاوربي ومشكلتهم مع ماكرون الهجرة ، ويمينيون عنصريون معادون للحجاب . المظاهرات ايضا تخلو من السياسة ، ومركز القيادة الحقيقي فيها فيس بوك" .

انتهى كلام خالد محمود ...وباقي من المشهد بس موقف المصريين الرائع اللي متكررش في اي دولة تانية ...انقساااام عظيم وتشظي لألف موقف ..أهم مافيهم موقف الدولجية اللي كان واضح انهم بيقروا من بيان اتوزع عليهم كلهم بعنوان (الحقوا فرنسا بتتحرق) وبيصدروا صور الحرق والعنف والجو الرخيص ده ، وبينزعوا الشرعية عن الحركة.

كانت الحركة الاكثر قذارة في التعريض الانترناشيونال ده الفيديو اللي نشرته مواقع مصرية دولجية للبنت اللي الفرنسية ، قالوا إنها من الشرطة ، وبتقول للمتظاهرين في فرنسا " لا تدمروا أوطانكم مثلما فعل العرب بأوطانهم " دي كانت ترجمة المواقع المحترمة، رغم إن الحقيقة إن الفتاة كانت من متظاهرين السترات الصفراء وبتقول للشرطة الفرنسية: " ألا تخجلوا من الاعتداء علينا .. نحن ندافع عنكم وعن المحتاجين".